القاضى محمد بن فضل الله القبطى المصرى (بالقبطى: Ⲙⲟϩⲁⲙⲙⲉⲧ ⲥⲉⲛϤⲉⲇⲗ Ⲁⲗⲗⲁϩ ⲡⲣⲉⲙⲛⲕⲩⲡⲧⲓ) المعروف باسم فخر الدين القبطى (659 هـ / 1261 م - 732 هـ / 1332 م) كان ناظر الجيش فى عهد سلطان مصر الناصر محمد بن قلاوون و واحد من الأركان ال 4 اللى قامت عليها دولته بحسب ابن أيبك الدوادارى فقال: "جمع الله تعالى فى ذلك الزمان لمولانا السلطان 4 أركان لحد رجعت محاسن دولته تتلى آياتها بكل مكان وهم: كريم الدين الكبير و سياسته و علاء الدين بن الأثير و رياسته، والقاضى فخر الدين وهيبته وبهاء الدين بعتان و دربته".[1][2][3]
القاضى فخر الدين القبطى | |
---|---|
Ϥⲉϧⲣ Ⲉⲗⲇⲓⲛ ⲡⲣⲉⲙⲛⲕⲩⲡⲧⲓ | |
ناظر الجيش | |
In office 695هـ / 1296م– 732 هـ / 1332م | |
Monarch | الناصر محمد بن قلاوون |
Personal details | |
Born | 659 هـ / 1261 م القاهره، السلطنة المصرية |
Died | 732 هـ / 1332 م القاهره، السلطنة المصرية |
Children | عبد الله بن محمد بن الفخر |
نشأته
هو محمد بن فضل الله بن خروف القبطى المصرى اتولد سنة (659هـ/1261م) لعيله مسيحية، و اشتغل زى أسلافه فى الكتابة فى دواوين الدولة، وفضل على المسيحية لحد مطلع شبابه، و كان شديد التعصب والتأله متجنب لأم الخبائث، لو اجتمع عليها قرناؤه فارقهم لصلاته، فلو افتقدوه لطول غيابه عنهم، لقوه متبتل للله منصرف ليه بكل حواسه، و لما ألزمه أولو الأمر فى ديوانه بالإسلام امتنع وهم بقتل نفسه، وغاب عن الأنظار أيام، بعدين هداه الله و شرح صدره، فأسلم و سمى نفسه محمد، و اتلقب بفخر الدين، و كان للإسلام عليه أثر كبير، فمقربش من ساعتها يقرب أى مسيحى، ولا اجتمع بواحد منهم، ولا آواه فى بيته، واجتهد لتعويض اللى فاته من شعائر الإسلام وفروضه.[1][2][3]
سيرته
ادرج الفخر فى الأعمال الديوانية لحد ما اشتغل كاتب فى ديوان الجيش سنة 695هـ / 1296م، واشتهر بكاتب المماليك السلطانية بعدين ااترقا من وظيفته دى لحد ما نال نظر الجيش سنة 709هـ / 1309م بعد وفاة بهاء الدين الحلبى، اتصل بخدمة الناصر محمد اللى غضب عليه لما حضر من الكرك فى المرة التالتة و قرر تعيين قطب الدين ابن شيخ السلامية مكانه و أخد منه 400 ألف درهم و دا فى ربيع التانى سنة 712 هـ. و بعد شهور اترجع لوظيفته و أمر بإعادة اللى أتاخد منه فقال "ياخوند أنى خرجت عنها لك و أريد أن ابنى لك بيها جامع" فبنى له الجامع الجديد. خلف الفخر فى كتابة المماليك ولده عبد الله، و فضل فخر الدين منفرد بنظر الجيش من التاريخ دا و لحد وفاته سنة 732 هـ / 1332م، و مفارقش منصبه غير شهور معدودة، لغضب السلطان الناصر محمد عليه، فكانت مدة عمل الفخر فى الوظيفتين دول 37 سنة، و لو دا دل على شىء فإنه بيدل على جدارته بمنصبه، وحسن قيامه بمهام عمله بصورة راقت لسلطانه الناصر محمد، فأقره فى وظيفته كل المدة دى.[1][2][3]
زى ما كان فخر الدين القبطى من ضمن الأمراء اللى وثق فيهم الناصر محمد بن قلاوون و كلفه بالمشاركة فى الروك الناصرى سنة 1315م.[1][2][3]
الإطاحة بمنافسينه
وأوحى على السلطان الناصر محمد بعزل نائب السلطنة أرغون الناصرى سنة 1327 (727 هـ)، و كان أرغون النائب بيكرهه فلم يزل فخر الدين يعمل عليه لأن أخرج لالشام فقال للناصر يوما ما يقتل الملوك إلا نوابهم فتخيل الناصر من أرغون انه يعمل كدا فيه فلما رجع بعته نائب فى حلب و يقال أنه لما مات فخر الدين قال الناصر مزح "خمس عشرة سنة ما يدعنى أعمل ما أريد". كمان كان القبطى بعد الإطاحة بالوزير مغلطاوى الجمالى سنة 1329 (729 هـ)، و أغرى الناصر بتعطيل الوظيفتين دول لينفرد الفخر بمهامها وصلاحياتهما مع ما يبده من نظر الجيش، و عشان يبقى هو المعول عليه فى أمور الدولة بعد السلطان.[1][2][3]
انجازاته العمرانية
و خلال تولى فخر الدين القبطى منصبه، اخد بعمل الخير فى كل ارجاء السلطنة المصرية و خدمة الأمة المصرية بكل إخلاص فبنى عدد كبير من المساجد والمدارس، وبيمارستان (مستشفى كبير)، و مدرسة فى نابلس فى فلسطين و بنى بيمارستان تانى فى الرملة فى فلسطين، دا غير مساجده ومدارسه فى القاهرة و مدن مصر اشهرهم مسجده فى جزيرة الروضة فى القاهرة. لحد ما بقى الأمير فخر الدين القبطى أقوى رجل فى السلطنة بدون منازع، ب علشان فخر الدين القبطى كان محبوبا من كل الشعب، و كان متهاب من السلطان الناصر محمد بن قلاوون نفسه فكان السلطان محمد ميقدرش يتخذ قرار من غير الرجوع لفخر الدين القبطى و اذا رفض فخر الدين القرار بيرجع السلطان فى قراره فورا، ففى واحد من المواقف اللى بتدل على دا أن أمير طلب من السلطان محمد انه يديليه اقطاع، فقال له السلطان "لو كتب ابن قلاوون ما أعطاك القاضى فخر الدين" فكان فخر الدين القبطى هو أقرب رجال السلطان و أكثرهم إخلاص بجانب القائد إبراهيم بن شداد مقدم الدولة اللى هو كمان اصوله ريفية مصرية.[1][2][3]
كان الأمير فخر الدين القبطى مسلم متدين جدا. ادى فريضة الحج 10 مرات، وزار القدس كتير، وزار مقدساتها، دا بالإضافة للعدد الكبير من المساجد و المدارس و المستشفيات اللى بناها فى كل اماكن السلطنة، و خاصة مصر و فلسطين.[1][2][3]
وفاته
اتوفى الأمير فخر الدين القبطى سنة 1332م (رجب سنة 732 هـ) فى حياة الناصر محمد بن قلاوون اللى عمل له جنازة مهيبة.[1][2][3]
كان فخر الدين مشهور بالمكارم و الإحسان و الإيثار باذل للمعروف، فيه بر وصدقة للمساكين و المستحقين، خلا ليهم حق معلوم من ماله كل شهر، دا غير اللى كان بيتصدق بيه فى حجه على أهل الحرمين كمان كان بيتحثث المجاورين من أهل الخير و الصلاح، و بيفرق عليهم الهبات و العطايا، و كان راد للظلم مدافع عن الحق، ساعى فى قضاء حوائج الناس، و انتفع بيه خلق كتير من معاصريه فى مصر و بلاد الشام و الحجاز، لمكانته عند سلطانه و إقدامه عليه بصورة مكانتش لاى حد من نظرائه.[1][2][3]